ديزفول مدينة مظلومة سياحياً

العودة عن طريق عبادان والمحمرة ديزفول مدينة مظلومة سياحياً

7/6/2022

المصدر-جريدة الزمان







 

حينما قررت زيارة مدينة ديزفول للكتابة عن المعالم السياحية لهذه المدينة التي تجمع بين الحضارة وجمال الطبيعة وفيها انهارتبعث السعادة والنشاط وظاهرة الحفر الواسعة في الصخور الجبلية التي كان يسكنها القدماء للتخلص من حرارة الطقس لكنها ذات برودة تشبه برودة السرداب ويبلغ عرضها 5 م وطولها 100 م فضلا عن الجسر التراثي وقلعة ديزفول ومقبىرة الشاعر عبد الله داي وجمال نهر الكرخة وغيرها من الحمام التراثي من العصر القاجاري. أقول كان الجميع يستغرب هذه الرحلة بل يستهزء ضاحكا بقراري فلا ير بمدينة ديزفول  الا ما تخزن بذاكرته من الحرب العراقية الايرانية. ولم بؤمن برحلتي ويرافقني الا صديقي أبو وميض و زوجته العزيزة منتهى وان كان لديهم تردد بسبب بعد المسافة بين عبادان وديزفول والتي تبلغ حوالي 4 ساعات.مع جهل السائق بمكان المعالم السياحية في ديزفول واضاع ساعة كاملة في السؤال عن هذه الأمكنة والغربب أن أكثر من شخص في ديزفول كان متعجبا لأننا نسال عن اثار الدولة الساسانية وجذور وجودها الذي يعود إلى ما قبل 5000 عام ق.م اما وادي الارواح والطواحين والهياكل التي تعود الى العصر الاخمينية ومسجلة ضمن قائمة التراث لليونسكو فلم يدلنا عليها احد لعدم معرفتهم أين تفع!وهذه هي مشكلة الناس وكذلك المسؤولين عن السياحة إذ يهتمون فقط بالمقدس ويروجون له ويهملون باقي الآثار بل قد يعدها البعض هي اثارا للكفار يجب ازالتها!



اقتصرت زيارتنا على ما موجود بالساحل من جمال النهر وعراقة الجسر واعجوبة الحفر بالصخور وعلى الاخص حفرة الحاج فرج ويطلق عليها باللغة الفارسية (كت). اما قلعة ديزفول فقد كنا فوقها ولا نعلم لان فيها دور سكنية عادية وبعضها مهملا ومهدما والبعض الاخر فيه مكان من القلعة التقطنا فيه بعض الصور..وهي توضح جمال الطبيعة لمدينة ديزفول.



الا تستحق هذه المدينة العريقة بعض الاهتمام باثارها. لتكون عنصر جذب للسياح وعلى شركات السياحة العراقية تنويع نشاطهم السياحي ليشمل كل الإتجاهات والاعتبارات السياحية ولا يتحدد فقط بالمدن الدينية .



-2-



من عبادان الى المحمرة



بعد ان اتضح لنا عدم امكانية زيارة (متحف عبادان) لأنه لم يفتتح لحد الان لذا اكتفينا بصور عند بوابة المتحف! وامام المتحف كان هناك الجامع الذهبي بقببه الذهبية التي تلمع تحت اشعة الشمس ، اما جامع (رنكوني ابادان) فهو الاخر  لا يمكن زيارته لأنه يقع في داخل مصفى عبادان ويعود هذا المسجد التاريخي الى عصر القاجاريين والدولة البهلوية وبني الجامع من قبل العاملين في المصفى وهم من الباكستان والهند لذا نجد الشكل المعماري للجامع يشبه المعابد الهندوسية في الهند! اكتفينا بنشر صورة للمسجد لتعذر الدخول الى مصفى عبادان ! الكنيسة الارمنية (يخا) والتي تحتوي على قبة تشبه القبة الموجودة في ضريح دانيال النبي في الشوش وكانت الافتتاح لها من عام 1959 وتعد ايران واحدة من اكبر تجمعات الأرمن في العالم، وهم اكبر أقلية دينية  في ايران ، وكان في الاهواز مدرسة رافي وهو اسم مستعار للكاتب الارمني الملقب بأبي الرواية التاريخية الأرمنية كما كان هناك مدرسة (كارون) الثانوية. والكنيسة مقفلة لا تستقبل الزائرين فاكتفينا ايضا بتصويرها من بعيد!



السفر الى المحمرة



قررنا ترك فندق طهران في منطقة احمد آباد والذهاب الى مدينة المحمرة، وهي من المدن الجميلة وتملك ساحلا ساحرا، تجاوزنا المتحف الحربي في المحمرة والذي تنتشر فيه السيارات المقلوبة و التي وضعت في الباحة الخارجية للمتحف، وعندما تم التوجه الى الساحل الجميل وزيارة اسواق السمك عطلت السيارة وليس من الانصاف تأجير سيارة أخرى فمكثنا بالساحل الى ان قام السائق بتدبير سيارة اخرى لكي تقلنا الى منفذ الشلامجة للعودة الى مدينة البصرة.



المحمرة او خرمشهر



المحمرة تبعد عن عبادان 10 كم تأسست عام 1812 واحتلها العثمانيون عام 1835 ويذكر اسم الامير جابر بن يوسف مراد الحاسبي ثاني الامراء في جعل المحمرة امارة عربية  مهمة ومــــــــيناء رئيسي وهو ما جـــــــعل الدولة العثمانية احتلالها، كما يذكر الشيخ خزعل كآخر امراء المحمرة من عام 1897 الى 1925 حتى صارت مدينة تابعة الى أيران رضا البهـــــــلوي ويتغير اسمها من المحمرة الى خرمـــــــــشهر وكلمة خرمشهر تعني (البلد الاخضر) اما اسم المحمرة يقول اهالي المحــــــــمرة انها تكون وقت الغروب حمراء لذلك تسمى المحمرة! والمحمرة مدينة عند مصب نهر الكارون وتقع شرق شط العرب.



ويبقى الدخول الى  ايران وعلى الاخص من منفذ الشلامجة – البصرة هو اسهل المنافذ من ناحية الدخول والخروج من والى ايران، وما يحز في نفــــــسي ان ارى الفــــــــارق الكبــــــير بين نـــــــظافة وتنظـــــــيم وتبليط المنـــــــطقة الايرانية من المنفذ وعلى العـــــــــكس بالنـسبة لمنطقة المنفذ بأتجـــــــاه العراق، فماذا يكلف الدولة او المحافظــــــــة لو قامت بتبليط الطريـــــــق من منــــــــطقة الجوازات الى كراج وقوف السيارات والـــــــذي عنـد المـــــــطر يصعب السير فيه.



اتجهت بنا الســـــــيارة للدخول الى البصرة وتراكمت الذكريات ونحن نعبر جسر (نهر جاســـم) استذكرت رائعة الروائي (قصي الشيخ عسكر) رواية بعنوان (نهر جاسم)!



حينما قررت زيارة مدينة ديزفول للكتابة عن المعالم السياحية لهذه المدينة التي تجمع بين الحضارة وجمال الطبيعة وفيها انهارتبعث السعادة والنشاط وظاهرة الحفر الواسعة في الصخور الجبلية التي كان يسكنها القدماء للتخلص من حرارة الطقس لكنها ذات برودة تشبه برودة السرداب ويبلغ عرضها 5 م وطولها 100 م فضلا عن الجسر التراثي وقلعة ديزفول ومقبىرة الشاعر عبد الله داي وجمال نهر الكرخة وغيرها من الحمام التراثي من العصر القاجاري. أقول كان الجميع يستغرب هذه الرحلة بل يستهزء ضاحكا بقراري فلا ير بمدينة ديزفول  الا ما تخزن بذاكرته من الحرب العراقية الايرانية. ولم بؤمن برحلتي ويرافقني الا صديقي أبو وميض و زوجته العزيزة منتهى وان كان لديهم تردد بسبب بعد المسافة بين عبادان وديزفول والتي تبلغ حوالي 4 ساعات.مع جهل السائق بمكان المعالم السياحية في ديزفول واضاع ساعة كاملة في السؤال عن هذه الأمكنة والغربب أن أكثر من شخص في ديزفول كان متعجبا لأننا نسال عن اثار الدولة الساسانية وجذور وجودها الذي يعود إلى ما قبل 5000 عام ق.م اما وادي الارواح والطواحين والهياكل التي تعود الى العصر الاخمينية ومسجلة ضمن قائمة التراث لليونسكو فلم يدلنا عليها احد لعدم معرفتهم أين تفع!وهذه هي مشكلة الناس وكذلك المسؤولين عن السياحة إذ يهتمون فقط بالمقدس ويروجون له ويهملون باقي الآثار بل قد يعدها البعض هي اثارا للكفار يجب ازالتها!



اقتصرت زيارتنا على ما موجود بالساحل من جمال النهر وعراقة الجسر واعجوبة الحفر بالصخور وعلى الاخص حفرة الحاج فرج ويطلق عليها باللغة الفارسية (كت). اما قلعة ديزفول فقد كنا فوقها ولا نعلم لان فيها دور سكنية عادية وبعضها مهملا ومهدما والبعض الاخر فيه مكان من القلعة التقطنا فيه بعض الصور..وهي توضح جمال الطبيعة لمدينة ديزفول.



الا تستحق هذه المدينة العريقة بعض الاهتمام باثارها. لتكون عنصر جذب للسياح وعلى شركات السياحة العراقية تنويع نشاطهم السياحي ليشمل كل الإتجاهات والاعتبارات السياحية ولا يتحدد فقط بالمدن الدينية .



-2-



من عبادان الى المحمرة



بعد ان اتضح لنا عدم امكانية زيارة (متحف عبادان) لأنه لم يفتتح لحد الان لذا اكتفينا بصور عند بوابة المتحف! وامام المتحف كان هناك الجامع الذهبي بقببه الذهبية التي تلمع تحت اشعة الشمس ، اما جامع (رنكوني ابادان) فهو الاخر  لا يمكن زيارته لأنه يقع في داخل مصفى عبادان ويعود هذا المسجد التاريخي الى عصر القاجاريين والدولة البهلوية وبني الجامع من قبل العاملين في المصفى وهم من الباكستان والهند لذا نجد الشكل المعماري للجامع يشبه المعابد الهندوسية في الهند! اكتفينا بنشر صورة للمسجد لتعذر الدخول الى مصفى عبادان ! الكنيسة الارمنية (يخا) والتي تحتوي على قبة تشبه القبة الموجودة في ضريح دانيال النبي في الشوش وكانت الافتتاح لها من عام 1959 وتعد ايران واحدة من اكبر تجمعات الأرمن في العالم، وهم اكبر أقلية دينية  في ايران ، وكان في الاهواز مدرسة رافي وهو اسم مستعار للكاتب الارمني الملقب بأبي الرواية التاريخية الأرمنية كما كان هناك مدرسة (كارون) الثانوية. والكنيسة مقفلة لا تستقبل الزائرين فاكتفينا ايضا بتصويرها من بعيد!



السفر الى المحمرة



قررنا ترك فندق طهران في منطقة احمد آباد والذهاب الى مدينة المحمرة، وهي من المدن الجميلة وتملك ساحلا ساحرا، تجاوزنا المتحف الحربي في المحمرة والذي تنتشر فيه السيارات المقلوبة و التي وضعت في الباحة الخارجية للمتحف، وعندما تم التوجه الى الساحل الجميل وزيارة اسواق السمك عطلت السيارة وليس من الانصاف تأجير سيارة أخرى فمكثنا بالساحل الى ان قام السائق بتدبير سيارة اخرى لكي تقلنا الى منفذ الشلامجة للعودة الى مدينة البصرة.



المحمرة او خرمشهر



المحمرة تبعد عن عبادان 10 كم تأسست عام 1812 واحتلها العثمانيون عام 1835 ويذكر اسم الامير جابر بن يوسف مراد الحاسبي ثاني الامراء في جعل المحمرة امارة عربية  مهمة ومــــــــيناء رئيسي وهو ما جـــــــعل الدولة العثمانية احتلالها، كما يذكر الشيخ خزعل كآخر امراء المحمرة من عام 1897 الى 1925 حتى صارت مدينة تابعة الى أيران رضا البهـــــــلوي ويتغير اسمها من المحمرة الى خرمـــــــــشهر وكلمة خرمشهر تعني (البلد الاخضر) اما اسم المحمرة يقول اهالي المحــــــــمرة انها تكون وقت الغروب حمراء لذلك تسمى المحمرة! والمحمرة مدينة عند مصب نهر الكارون وتقع شرق شط العرب.



ويبقى الدخول الى  ايران وعلى الاخص من منفذ الشلامجة – البصرة هو اسهل المنافذ من ناحية الدخول والخروج من والى ايران، وما يحز في نفــــــسي ان ارى الفــــــــارق الكبــــــير بين نـــــــظافة وتنظـــــــيم وتبليط المنـــــــطقة الايرانية من المنفذ وعلى العـــــــــكس بالنـسبة لمنطقة المنفذ بأتجـــــــاه العراق، فماذا يكلف الدولة او المحافظــــــــة لو قامت بتبليط الطريـــــــق من منــــــــطقة الجوازات الى كراج وقوف السيارات والـــــــذي عنـد المـــــــطر يصعب السير فيه.



اتجهت بنا الســـــــيارة للدخول الى البصرة وتراكمت الذكريات ونحن نعبر جسر (نهر جاســـم) استذكرت رائعة الروائي (قصي الشيخ عسكر) رواية بعنوان (نهر جاسم)!