المصدر-جريدة الصباح
أكد رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، أن العراق - وبعد عقود من الحروب والإرهاب والتحديات الاقتصادية - يسير نحو التعافي والتنمية، مبيناً أن العراق حقق خلال السنوات الأخيرة، تقدماً مهماً في إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية. وشارك رئيس الجمهورية، أمس الثلاثاء، في أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ألقى في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة أكد فيها توسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية، وارتفاع عدد الأسر المشمولة بها بنسبة 140 % مع ارتفاع مستوى الإنفاق على الحماية الاجتماعية من تريليون دينار إلى أكثر من 5 تريليونات دينار،
مشيرا إلى إطلاق برامج تمكين اقتصادي طموحة، استفاد منها عشرات الآلاف من المواطنين، مع صرف مبالغ لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي أسهمت في انخفاض معدلات البطالة، كما استفادت آلاف النساء من برامج تمكين المرأة الاقتصادي.
وقال رشيد: إن التفاوت في الفرص والضغوط الاقتصادية، والتغيرات المناخية وأزمات الجفاف والفقر، تضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة؛ لتجديد الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها التنمية الاجتماعية: العدالة، والمشاركة، وكرامة الإنسان.وأضاف، أن العراق وبعد عقود من الحروب والإرهاب والتحديات الاقتصادية، يسير نحو التعافي والتنمية، بالاعتماد على عدد من الخطط والإستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية الاجتماعية؛ التي تعمل على تقليل الفقر، وتحسين التعليم والرعاية الصحية، وتمكين المرأة والشباب.وبيّن، أن العراق حقق خلال السنوات الأخيرة، تقدماً مهماً في إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية، فانتقل تدريجياً من نموذج تقليدي قائم على المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات، إلى نظامٍ أكثر استدامة وعدالة.
معايير دولية
وأوضح رئيس الجمهورية، أن العراق صادق عام 2023 على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (102) بشأن الحد الأدنى للضمان الاجتماعي، تأكيداً لالتزامه بالمعايير الدولية، وأحرز تقدماً ملموساً في مجال الحماية الاجتماعية خلال السنوات الأربع الأخيرة، فقد انخفضت معدلات الفقر، ما يعكس فعالية الإصلاحات الهيكلية في مجال الحماية الاجتماعية.وأكد، أن العراق يولي أهمية خاصة لقضية التغير المناخي، وتأثيره المباشر في التنمية الاجتماعية؛ ويعاني البلد من تحديات بيئية حادة منها شح المياه والتصحر، وأطلقنا مبادرة العراق الأخضر؛ التي تهدف إلى مواجهة هذه التحديات؛ من خلال مشاريع التشجير والطاقة النظيفة.وبيّن، أن العراق يعمل على زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، وتركيب منظومات الطاقة الشمسية في المئات من المباني الحكومية، فضلا عن التوجه المتزايد للقطاع الخاص والمواطنين لاعتماد الطاقة المتجددة.وأضاف: اعتمدنا إستراتيجية متكاملة تركز على تطوير البنية التحتية الزراعية وتحسين جودة وتنوع الأغذية، سعيا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية.وتابع رشيد: أحرزنا تقدماً مهماً في مجال الحوكمة والشفافية؛ من خلال تطبيق برامج التحول الرقمي، وأطلقنا السجل الوطني الموحد للحماية الاجتماعية؛ لتوحيد قواعد البيانات، وتحسين دقة الاستهداف، والقضاء على حالات التكرار والتزوير.وأَضاف: نعمل على تعزيز التعاون مع بلدان الجنوب، وتبادل الخبرات الناجحة في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، بما ينسجم مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأردف رئيس الجمهورية: اعتمد العراق الخطة الوطنية للتنمية 2024 -2028، وإستراتيجية التخفيف من الفقر الثالثة، ورؤية العراق للتنمية المستدامة 2030، ورؤية العراق 2050، كما تم إقرار سياسة التشغيل الوطنية 2025 -2029 لضمان فرص عمل كريمة وآمنة للجميع.
وختم رشيد كلمته بالقول: نؤكد وقوف العراق إلى جانب المجتمع الدولي، في السعي نحو بناء عالم أكثر إنصافاً وتكافؤاً، حيث تصان كرامة الإنسان، وتحترم حقوقه من دون تمييز، معربين عن ثقتنا بأن نتائج هذه القمة، ستسهم في تعزيز رؤية عالمية جديدة لتنمية اجتماعية، أكثر شمولاً واستدامة.
مجموعة الـ77 والصين
كما ألقى رئيس الجمهورية، كلمة في مؤتمر القمة العالمي الثاني بالدوحة، نيابة عن مجموعة الـ (77) والصين، التي يترأس العراق دورتها الحالية.
وقال في كلمته: نجتمع في الدوحة ونحن نستحضر أملاً كبيراً بأن تكون هذه القمة خطوةً ملموسة نحو تعزيز رفاه الإنسان وصون كرامته. ومع اقتراب عام 2030، يقف المجتمع الدولي عند لحظة مفصلية تستدعي إرادةً جماعية صادقة لتحويل التزاماتنا إلى نتائج ملموسة تُحدث أثراً حقيقياً في حياة شعوبنا كافة.وأضاف، أنه في هذا السياق، تؤكد (المجموعة) النقاط التالية:أولاً: ينبغي علينا مضاعفة جهودنا الجماعية وإيلاء اهتمام متوازن للأركان الثلاثة للتنمية الاجتماعية، وفاءً بالتعهدات التي قطعناها قبل ثلاثين عاماً. ولا تزال معالجة الفجوات وقصور وسائل التنفيذ تمثل تحدياً قائماً. ثانياً: تؤكد المجموعة الحاجة المُلِحّة إلى مواجهة التحديات المستمرة التي تعرقل مسار التنمية الاجتماعية، وذلك عبر الحد من مظاهر عدم اليقين والتفاوت وانعدام الأمان، بما يضمن صون كرامة الإنسان واحترام حقوقه وحرياته الأساسية، لكل فرد من دون أي شكل من أشكال التمييز.ثالثاً: ترحب المجموعة بالتدابير التي اتخذتها الدول الأعضاء لتعزيز تكافؤ الفرص والشمول والعدالة الاجتماعية.رابعاً: تُرحّب المجموعة بإدراج قضية مكافحة العنصرية كموضوع شامل في الوثيقة الختامية.
خامساً: تؤكد المجموعة أن الهجرة تُعدّ عنصراً محفزاً للتنمية، وتُثمن الإسهامات الإيجابية للمهاجرين في تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة في بلدان المنشأ والعبور والمقصد.
سادساً: إذ تُقرّ المجموعة بأن التكنولوجيا تمثّل أداةً جوهرية لتحقيق أهداف التنمية، فإنها تُبدي قلقها إزاء استمرار التفاوت في الاستفادة من منافعها.سابعاً: تُشدّد المجموعة على أن التنمية الاجتماعية لا يمكن أن تتقدّم في ظل استمرار معاناة العديد من الدول النامية من التدابير القسرية الأحادية الجانب، وتدعو إلى إلغائها بالكامل.
كما التقى رئيس الجمهورية، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية آصف علي زرداري والوفد المرافق له، على هامش أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية.وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وأهمية تعزيز التعاون بين الشعبين الصديقين خدمة للمصالح المشتركة، إذ أكد رئيس الجمهورية الحرص على توثيق علاقات الصداقة مع جمهورية باكستان الإسلامية، وضرورة التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المتبادل، والعمل على تثبيت أسس الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.واستعرض الجانبان آخر التطورات على الصعيدين الدولي والإقليمي، وتم التأكيد على أهمية دعم الجهود الرامية إلى تخفيف حدة التوترات، وتعزيز لغة الحوار، بما يسهم في ترسيخ الأمن والسلّم الدوليين.
