أبوظبي، 21 أكتوبر2025: وقّعت وزارة الثقافة واتحاد الإمارات للرياضات البحرية اتفاقية تعاون شاملة تهدف إلى صون التراث البحري وتعزيز استدامته عالميًا، من خلال مشاريع بحثية وثقافية وبرامج تدريبية مشتركة، وبما يتكامل مع جهود الدولة في حماية التراث الثقافي غير المادي، ويرسخ مكانتها كمنارة للثقافة والتراث الإنساني.
جرى توقيع الاتفاقية بالتزامن مع فعاليات مهرجان صير بو نعير وسباق الشواحيف التراثية في جولته الثالثة، الذي يُعد أحد أبرز الأحداث البحرية التي تحتفي بالموروث الإماراتي الأصيل وتستقطب اهتمام الجمهور والمهتمين بالتراث والرياضات التقليدية.
شهد حفل التوقيع معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، وسعادة الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والخبراء في مجالات الثقافة والتراث والرياضات البحرية.
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن جهود وزارة الثقافة لإطلاق منظومة متكاملة لحفظ وصون الرياضات التراثية، من خلال توثيق الممارسات الأصيلة، وتطوير آليات حمايتها واستدامتها، وتمكين المجتمع من المشاركة الفاعلة فيها.
تهدف الاتفاقية إلى تطوير برامج استراتيجية تشمل التوثيق الرقمي للرياضات البحرية التراثية، وإطلاق مبادرات تعليمية وتوعوية للأجيال الناشئة، وتنظيم مهرجان دولي للرياضات البحرية التراثية يبرز الدور التاريخي للبحر في تشكيل الهوية الإماراتية، إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية مع المؤسسات الثقافية والبحثية والرياضية، بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومراكز التراث البحري في آسيا وأوروبا.
قال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة: "يمثل التراث البحري أحد أعمدة الهوية الوطنية للإمارات، وجزءًا أصيلًا من ذاكرتنا الجماعية، ومن خلال هذه الاتفاقية، نسعى إلى تحويل هذا الموروث إلى جسر للحوار الثقافي العالمي، يربط بين الشعوب عبر قيم الشجاعة، والتعاون، والانتماء التي حملها الأجداد في علاقتهم بالبحر.
وأضاف معاليه: "تسعى وزارة الثقافة لبناء شراكات محلية وعالمية تعزز استدامة التراث الإنساني المشترك، وتفتح آفاقًا جديدة للبحوث والتعليم والابتكار الثقافي، بما ينسجم مع رؤية الدولة في بناء اقتصاد ثقافي مستدام.
من جانبه، أكد الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، أن الاتفاقية التي تم توقيعها تمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون بين القطاعات الثقافية والرياضية، بما يسهم في فتح آفاق جديدة أمام الرياضات البحرية التراثية لتكون سفيرًا لقيم الإمارات وموروثها الأصيل في الساحة العالمية.
وأضاف : إن توقيع الاتفاقية في قلب مهرجان صير بو نعير وسباق الشواحيف التراثية يرمز إلى تلاحم الماضي مع الحاضر، ويجسد روح الأصالة الإماراتية التي نفاخر بها العالم، انطلاقًا من رؤية قيادتنا الرشيدة في الحفاظ على التراث وتعزيز حضوره في وجدان الأجيال القادمة .
وتمثل هذه الاتفاقية امتدادًا لجهود دولة الإمارات في تكريس موقعها كدولة رائدة في حماية التراث الإنساني المشترك، والحفاظ عليه بوصفه داعماً للهوية الوطنية، وانعكاساً لعمق الحضارة والثقافة الإماراتية.
