مواقع التواصل الاجتماعي تساعد النساء على إيجاد فرص عمل

.

25/9/2023
المصدر-جريدة المدى


ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، بتوفير مهن كثيرة للنساء الراغبات بإيجاد فرص عمل في ظل البطالة المتفشية، من خلال تحويل هذه المواقع إلى سوق تعج بمختلف منصات التسويق والإعلانات.
فبعد أن أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في العلاقات بين الناس، فتحت آفاقاً اقتصادية جديدة في العالم الافتراضي لم تكن متاحة من قبل، حتى أضحت منافساً قوياً للمنصات الإعلانية التقليدية.
ولا يشترط في بعض هذه الفرص الجديدة، شهادات ومؤهلات علمية أو خبرات سابقة ورسائل تزكية، بل موهبة في التسويق وثقافة في مجال مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل مع منصاتها.
لذلك لجأ كثير من أصحاب المشاريع إلى إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج لبضائعهم ومنتجاتهم في مختلف المجالات، لغرض إيصالها إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور المستفيد.
ويبلغ عدد المستخدمين النشطين لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق، 25.53 مليون مستخدم، بحسب إحصائية صدرت في شباط 2023 عن مركز الإعلام الرقمي.
وتعمل العديد من النساء في العراق، بضمنهن (أم رند) من بغداد، بمجال الترويج للمنتجات وبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محققات أرباحاً وهن في داخل المنزل، دون أن يضطررن للنزول إلى الشارع وما قد يواجهنه من قضايا متنوعة منها الاستغلال والابتزاز.
تقول أم رند (30 عاماً)، "بعد حصولي على شهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية وبمعدل عالي، طرقتُ جميع الأبواب للحصول على فرصة للتعيين لكن دون جدوى، بعد ذلك بدأت البحث عن مصدر رزق خاص لمساعدة زوجي وبناتي الثلاثة، حتى طرحت عليّ إحدى زميلاتي أن أعمل مروجة لمنتجات طبية وتجميلية لإحدى الشركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
تشرح أم رند خلال حديثها لـ(المدى) انطباعها الأولي عن الفكرة: "كنت مترددة في البداية وخشيت الفشل، بسب عدم امتلاكي تجربة سابقة في هذا العمل، ولكن بمجرد البدء في الترويج توالت الطلبات على منتجاتي حتى وصلت متوسط العوائد الربحية إلى 250 ألف دينار شهرياً، كما توسع العمل وأصبحت الطلبات تأتي من خارج بغداد أيضاً".
وتؤكد، أن "سر النجاح هذا، يعود إلى التعامل الحسن مع الزبائن، وجودة المنتجات المُعلن عنها"، داعية النساء إلى ضرورة "عدم الاستسلام في طريق إيجاد فرص العمل، فهي متوفرة، ابدئي بالممكن يستسلم لكي المستحيل".
وهذا ما تؤكد عليه الناشطة المدنية في مجال المرأة، د.هيام شاكر، بالقول إن "النساء حققن نجاحات باهرة بالعمل على مواقع التواصل الاجتماعي وهن داخل المنزل، حتى أصبحن معيلات لأسرهن من خلال هذه الأعمال وما تدر لهن من أرباح مادية".
وتدعو شاكر خلال حديثها لـ(المدى) إلى "تسليط الضوء على هذه الفئة من العاملات لتشجيع الأخريات الباحثات عن وظيفة، للعمل في مواقع التواصل الاجتماعي، لاستغلال أوقات فراغهن وفي الوقت نفسه يكسبن أموالاً".
بدورها، تؤكد عضو لجنة المرأة في اتحاد العمال، هديل الجنابي، أن "للسوشيال ميديا دور كبير في عمليات ترويج البضائع وتسويقها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتبلغ نسبة النساء الشابات في هذا العمل 35 بالمائة".
وتشير الجنابي في حديث لـ(المدى) إلى أن "العدد الأكبر من النساء في العراق ليست لديهن وظيفة أو راتب رعاية، ما يستدعي من الحكومة استثمار هؤلاء خاصة الخريجات منهن، من خلال فتح مصانع خياطة السجاد والملابس ومعامل الجلدية وغيرها، وادخالهن في ورشات ودورات لتمكينهن اقتصاديا".