الإمارات انطلاقاً من الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة جعلت السياحة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات ومحرّكاً لجذب الاستثمارات وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني
القمة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياحية بين الإمارات وإفريقيا.. وتُجسّد التزام الدولة الراسخ بتعزيز حضور الاستثمارات الإماراتية في القارة السمراء
حركة الطيران بين الإمارات والقارة الإفريقية تشهد نمواً ملحوظاً حيث بلغ إجمالي عدد الرحلات الأسبوعية نحو 550 رحلة تُسيّرها شركات طيران إماراتية وإفريقية
الشركات الإماراتية استثمرت أكثر من 110 مليارات دولار في إفريقيا بين عامي 2019 و2023.. والإمارات أكبر مستثمر عالمي في المشاريع الجديدة بالقارة السمراء
تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية السياحية الواعدة في إفريقيا بما في ذلك تطوير البنية التحتية السياحية وإنشاء المنتجعات الساحلية والفنادق وتطوير مشاريع للسياحة الخضراء والمستدامة
القمة تستعرض مجالات الاستثمار السياحي في الإمارات ومنها سياحة الأعمال والمراكز والفعاليات الثقافية والفنادق الفاخرة والضيافة والسياحة البيئية والمحميات الطبيعية والحدائق الترفيهية
ناقش المشاركون آليات تسريع التحول السياحي وتوسيع فرص الاستثمار السياحي في القارة الإفريقية.. وتبادل الآراء والخبرات حول بناء منظومات سياحية مستدامة تدعم النمو الاقتصادي
استعراض تجربة دولة الإمارات في تطوير صناعة السياحة ودورها الحيوي في نمو وتنويع الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية
الإمارات جذبت استثمارات سياحية بقيمة بلغت 28.8 مليار درهم في عام 2023 وزادت إلى 32.2 مليار درهم في عام 2024
أبوظبي، 27 أكتوبر 2025:
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، استضافت وزارة الاقتصاد والسياحة قمة "الإمارات وإفريقيا للاستثمار السياحي" لعام 2025، والتي عُقدت (اليوم) في دبي تحت شعار "بنـــاء جسور من أجل النمو الـمستدام"، وشهدت مشاركة واسعة ضمت أكثر من 350 شخصاً من القادة والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع القرار، إلى جانب المستثمرين ورواد الأعمال من دولة الإمارات و53 دولة إفريقية.
حضور إماراتي وإقليمي ودولي عالي المستوى
حضر القمة التي أُقيمت ضمن فعاليات "القمة العالمية لمستقبل الضيافة - FHS World 2025" وبالتعاون مع شركة ذا بينش، معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، رئيس مجلس الإمارات للسياحة؛ ؛ ومعالي مارسيو دي جيسوس لوبيز دانييل، وزير السياحة الأنغولي؛ ومعالي أمادو با، وزير الثقافة والحرف اليدوية والسياحة في السنغال؛ ومعالي رودني سيكومبا، وزير السياحة والفنون في زامبيا؛ ومعالي باتريشيا دي ليل، وزيرة السياحة في جنوب إفريقيا؛ وحناتو موسى موساوا، وزيرة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي في نيجيريا؛ ومعالي سياندو فوفانا وزير السياحة والترفيه في كوت ديفوار؛ ومعالي خوسيه لويس سانوغييرا، وزير السياحة والنقل في الرأس الأخضر؛ وسعادة شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029؛ وسعادة يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار المصري؛ وسعادة جون أولولتووا، الأمين العام الرئيسي لوزارة السياحة والحياة البرية في كينيا؛ وجوناثان ورسلي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "ذا بينش"، وعدد من كبار المستثمرين والرؤساء التنفيذيين العالميين في قطاعي السياحة والضيافة على المستويين الإقليمي والعالمي.
السياحة الإماراتية جسر للتواصل بين الشعوب والثقافات
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، في كلمته الافتتاحية للقمة: "انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، التي لا تكتفي باستشراف آفاق المستقبل فحسب بل ترسم ملامحه وتصنع إنجازاته، جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة السياحة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات من مختلف أنحاء العالم، ومحرّكاً رئيسياً لجذب الاستثمارات وأصحاب رؤوس الأموال، ورافداً حيوياً لتعزيز نمو وتنافسية الاقتصاد الوطني، ومصدراً للفخر والاعتزاز بإنجازات ريادية في جميع المجالات السياحية، وكوادر وطنية حظيت بثقة عالمية لتبوؤ مناصب رفيعة المستوى".
سياسات ومبادرات وطنية ريادية لتطوير القطاع السياحي
وتابع معاليه: "قدمت الإمارات نموذجاً استثنائياً لتطوير وتنمية قطاعها السياحي، والذي تمثل في إحداث نقلات نوعية في سياساتها وبنيتها التحتية السياحية وفق أفضل الممارسات العالمية، وتبني مبادرات واستراتيجيات وطنية ريادية، وضخ الاستثمارات في مختلف المجالات السياحية، وبناء مشاريع سياحية متميزة في جميع إمارات الدولة، إضافة إلى تدشين مطارات جديدة، وتوسيع شبكة خطوط الطيران بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين حول العالم، وتعزيز شبكات التنقل الداخلية، وتوفير خدمات سياحية عالية الجودة، مما أسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة سياحية رائدة على خريطة السياحة العالمية".
القمة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياحية الإماراتية الإفريقية
وأضاف معاليه: "تواصل دولة الإمارات دورها كشريك تنموي فعال في القارة الإفريقية، من خلال دعمها المستمر لمسارات النمو الاقتصادي والسياحي المستدام. وفي هذا الإطار، تأتي استضافة الدولة لهذه القمة التي تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تجسيداً لالتزامها الراسخ بتعزيز حضور الاستثمارات الإماراتية في الأسواق الإفريقية وبناء شراكات مثمرة مع شركائنا على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في الأسواق الإفريقية، كما تمثل القمة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياحية بين الإمارات والقارة الإفريقية".
الاستثمارات الإماراتية في القارة السمراء
وأشار معاليه إلى أن الشركات الإماراتية استثمرت بقيمة أكثر من 110 مليارات دولار في مشاريع جديدة بالقارة الإفريقية بين عامي 2019 و2023، مما وضع دولة الإمارات ضمن أكبر أربعة مستثمرين عالميين في إفريقيا، بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وكذلك أكبر مستثمر عالمي من حيث حجم المشاريع الجديدة، وتمتد هذه الاستثمارات لتشمل الطاقة المتجددة، والمناطق السياحية، وممرات الخدمات اللوجستية، والبنية التحتية الرقمية، مؤكدة رؤية الإمارات بأن التحول نحو التنمية المستدامة في إفريقيا يشكل ضرورة ليس للقارة فحسب، بل كذلك للنمو العالمي ولتحقيق استقرار اقتصادي مستدام على المدى الطويل.
السياحة الإفريقية بوابة حيوية للاستثمارات الإماراتية
وتابع معاليه: "تشكل السياحة أحد أبرز محركات التنمية المستدامة والنمو في الاقتصاد العالمي، إذ تتجاوز كونها نشاطاً ترفيهياً لتسهم في خلق فرص العمل، وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الدول. وفي القارة الإفريقية، لا يزال القطاع السياحي في طور التعافي بعد الجائحة، حيث تشير مؤشرات دولية إلى أنه كان يوفر قبلها أكثر من 22 مليون وظيفة ويساهم بنحو 180 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، كما تفيد التقديرات بأن صناعة السياحة والسفر تمتلك القدرة على إضافة نحو 168 مليار دولار إلى اقتصاد القارة وخلق أكثر من 18 مليون وظيفة جديدة خلال العقد المقبل، ما يؤكد الإمكانات الواعدة لهذه الصناعة في دعم مسيرة التنمية المستدامة".
وقال معاليه: "تزخر إفريقيا بمقومات سياحية غنية ومتنوعة تشمل المنتجعات الساحلية والشواطئ الخلابة والمواقع التراثية والثقافية والتاريخية. وتُوفر هذه المقومات فرصاً واسعة لمجتمع الأعمال الإماراتي، وبوابة حيوية للاستثمار والتوسع في الأنشطة السياحية المتنوعة، ونحن حريصون من خلال القمة على تحويل الأفكار إلى مشاريع وشراكات سياحية ملموسة ومستدامة تخدم مستقبل التنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية".
وأشار معاليه إلى أن حركة الطيران بين دولة الإمارات والقارة الإفريقية تشهد نمواً ملحوظاً، حيث بلغ إجمالي عدد الرحلات الأسبوعية نحو 550 رحلة تُسيّرها شركات طيران إماراتية وإفريقية، مما يجعل من شبكات النقل الجوي جسراً حيوياً يربط بين الجانبين، ويُعزز فرص التعاون والتكامل في مجالات النقل والسياحة والخدمات اللوجستية.
ولفت معاليه إلى أن حجم الاستثمارات السياحية التي جذبتها الدولة بلغت 28.8 مليار درهم في عام 2023، وزادت إلى 32.2 مليار درهم في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 35.2 مليار درهم في عام 2025، الأمر الذي يعكس رؤية الدولة في تطوير قطاع سياحي متكامل ومستدام.
رؤية استثمارية مستدامة
وتهدف القمة إلى صياغة رؤية استثمارية مستدامة تربط بين دولة الإمارات والقارة الإفريقية في مختلف الأنشطة والمشاريع السياحية، وتسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، وكذلك ترسيخ الالتزام المشتـرك بتعزيز السياحة الـمستدامة، وبناء شراكات سياحية جديدة على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في كافة المجالات ذات الاهتمام المتبادل.
الفرص السياحية الواعدة في إفريقيا
وركّزت القمة على استعراض الفرص الاستثمارية الرئيسية للشركات الإماراتية في قطاع السياحة بالأسواق الإفريقية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية السياحية، وإنشاء المنتجعات الساحلية والفنادق، وتطوير مشاريع الترفيه والمدن السياحية الناشئة في القارة، إلى جانب المشاركة في مشاريع السياحة الخضراء والمستدامة لا سيما المنتجعات العاملة بالطاقة المتجددة، بالإضافة إلى فرص ضخ الاستثمارات الإماراتية في شركات الطيران الإقليمية الإفريقية، وشبكات النقل الحضري، ومنصات الحجز الإلكتروني، وخدمات التكنولوجيا المالية المخصصة للسياحة.
مجالات الاستثمار السياحي في الإمارات
واستعرضت القمة مجالات الاستثمار السياحي في السوق الإماراتية أمام المشاركين من الدول الإفريقية، والتي تضمنت أنشطة سياحة الأعمال، والمراكز والفعاليات الثقافية، والفنادق الفاخرة، والضيافة، وكذلك الاستثمار في السياحة البيئية والمستدامة، خاصة في المحميات الطبيعية، إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالترفيه العائلي والحدائق الترفيهية وسياحة العافية والتراث.
وفي هذا الإطار، قالت سعادة شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029: "تتميز القارة الإفريقية بمقومات ومعالم سياحية غنية ومتنوعة، وإطلاق إمكاناتها يتطلب رؤى واستراتيجيات فاعلة لتحفيز الاستثمار والتمويل في تطوير بنيتها التحتية السياحية، وتعزيز الربط بين وجهاتها السياحية، والارتقاء بمهارات وقدرات كوادرها البشرية".
واستعرضت سعادتها خلال القمة رؤيتها الطموحة لدفع عجلة التنمية السياحية عالمياً خلال المرحلة المقبلة من خلال منصبها كأمين عام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي ركزت فيها على أهمية توفير حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ لإحداث أثر سياحي مستدام على نطاق دولي، وخاصة في القارة السمراء، بما يصب في تعزيز دور السياحة كرافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومحرك لازدهار المجتمعات المحلية في مختلف الدول الإفريقية".
وأضافت سعادتها: "نشهد اليوم حدثاً دولياً فريداً في القطاع السياحي تحتضنه دولة الإمارات، يجمع القادة والوزراء والمسؤولين من الإمارات والدول الإفريقية، ويشكل فرصة حقيقية للشراكة في مختلف المجالات السياحية، وتبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار السياحي المستدام والمتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص".
جلسات نقاشية موسعة
وشهدت جلسات القمة نقاشات مثمرة وموسعة حول مستقبل القطاع السياحي في الإمارات وإفريقيا، حيث أتاحت منصة متكاملة لتبادل الرؤى والخبرات حول سبل تسريع التحول السياحي في القارة الإفريقية، وتطوير نماذج جديدة للشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص، بما يُسهم في تعزيز الاستثمار في البنية التحتية، وتحفيز الابتكار في خدمات الضيافة والسفر، وبناء منظومات سياحية مستدامة قادرة على دعم النمو الاقتصادي، وكذلك فرص النمو والتعاون السياحي على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، وأهمية السياحة كمحرك رئيسي لتعزيز نمو الاقتصادات الإفريقية.
لماذا إفريقيا؟
شهدت القارة الإفريقية في عام 2024 تدفق نحو 74 مليون سائح، مسجلةً زيادة بنسبة 12٪ مقارنة بالعام السابق 2023. ويُشكل هذا الرقم نحو 5.3٪ من إجمالي الرحلات الدولية على مستوى العالم، الذي بلغ حوالي 1.4 مليار رحلة دولية. وتعكس هذه الأرقام النمو المتسارع للقطاع السياحي في إفريقيا، وتؤكد أهميته كوجهة سياحية جاذبة للاستثمارات الإماراتية.
