ومع طرح الإصدار الثامن من مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات (MTA 8)، تسهم شركة "ريد هات" في تمكين المؤسسات من التغلب على هذه التحديات من خلال أتمتة أبرز جوانب عملية تحديث التطبيقات. وعلى مدار الأعوام الماضية، أتاحت مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات خصائص مثل ضمان جاهزية التطبيقات للحاويات، وتحليل الشيفرة المصدرية، وإدارة المشاريع. ويُضيف الإصدار الثامن ميزتين رئيسيتين جديدتين، وهما الترحيل المؤتمت للتطبيقات بين المنصات وإعادة الصياغة الذكية للشيفرة.
أتمتة ترحيل التطبيقات إلى منصة "ريد هات أوبن شيفت"
يُعد ترحيل التطبيقات من منصة إلى أخرى مع الحد الأدنى من تغييرات الشيفرة إحدى الاستراتيجيات الشائعة لتحديث التطبيقات، حيث تُسهم هذه الخطوة في تحقيق العديد من المزايا مثل تحسين القدرة على التوسع، وتعزيز الأمن، وزيادة كفاءة التكلفة، إلا أنها تستغرق وقتاً طويلاً نظراً لما تتضمنه من مهام يدوية عديدة معرضة للأخطاء.
ويعمل الإصدار الثامن من مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات على أتمتة هذه العملية من خلال توليد العناصر اللازمة لنشر التطبيقات على منصة "ريد هات أوبن شيفت". ويتيح أول مسار ترحيل مدعوم من منصة "كلاود فاوندري" (Cloud Foundry) إلى "أوبن شيفت" للمستخدمين ما يلي:
اكتشاف وتحليل التطبيقات: تتصل مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات بالمنصة المصدر لتحديد التطبيقات واستخراج المعلومات الأساسية المتعلقة بالنشر ووقت التشغيل.
توليد عناصر النشر: تستعين مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات بهذه المعلومات الموحدة لتحويل إعدادات التكوين إلى صيغة المنصة المستهدفة، مستفيدةً من Helm Charts لإنشاء ملفات النشر الخاصة بـ "أوبن شيفت".
تبسيط عملية النشر: تُوضع العناصر الناتجة تلقائياً في مستودع مستهدف يمكن ربطه بأنظمة التكامل المستمر/التسليم المستمر (CI/CD) لإتمام عملية النشر بشكل آلي.
تُسهم هذه الأتمتة في تقليل الجهد اليدوي وتعزيز العائد على الاستثمار في مشاريع تحديث التطبيقات، كما تُمكّن المؤسسات من تطبيق المعايير المعتمدة وأفضل الممارسات، مع منح المطورين المرونة اللازمة لضبط إعدادات التكوين حسب الحاجة.
دمج الأتمتة بالذكاء
مع إضافة "ريد هات ديفلوبر لايت سبيد" إلى مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات، أصبحت قدرات الإصدار الثامن أكثر قوة. ففي حين تعمل أدوات الإصدار الثامن على أتمتة عملية ترحيل التطبيقات بين المنصات، توفر "ريد هات ديفلوبر لايت سبيد" إمكانات ذكية لإعادة صياغة الشيفرة المصدرية.
وتُتيح هذه الأداة، المشمولة ضمن اشتراك Red Hat Advanced Developer Suite، أتمتة إعادة صياغة الشيفرة المصدرية مباشرةً داخل بيئة التطوير المتكاملة الخاصة بالمطور. ويمكن للمطورين الحصول على حلول برمجية مولَّدة بالذكاء الاصطناعي، والاطلاع على الشروحات المرتبطة بها، وتطبيقها بنقرة زر واحدة.
وعلى عكس أدوات المساعدة البرمجية التقليدية، صٌممت "ريد هات ديفلوبر لايت سبيد" خصيصاً لتحديث التطبيقات؛ ففي حين لا تستطيع الأدوات التقليدية تحديد التغييرات المطلوبة لمسار ترحيل محدد بدقة، تعتمد "ريد هات ديفلوبر لايت سبيد" على التحليل الساكن للشيفرة الذي يتم بواسطة مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات لتحديد المشكلات المحتملة أثناء الترحيل وسبل معالجتها. وبذلك يحصل المطورون منذ المراحل الأولى على حلول شيفرة مولَّدة بالذكاء الاصطناعي أكثر فاعلية، كما يمكن إعادة صياغة شيفرة التطبيقات بسرعة وكفاءة.
وتتحسن دقة الحلول البرمجية المولّدة مع كل تطبيق جديد يتم ترحيله، إذ تتعلم "ريد هات ديفلوبر لايت سبيد" من التغييرات الناجحة التي تم تنفيذها على هذا النوع من التطبيقات. وبفضل هذه الأداة الفريدة، يمكن للمؤسسات ترحيل تطبيق نموذجي أولاً، ليكون بمثابة مرجع يُسهّل إعادة صياغة شيفرات التطبيقات الأخرى ذات الخصائص المشابهة بفعالية أكبر.
واليوم، بات بإمكان المؤسسات الاستفادة من مجموعة أدوات متكاملة لتحديث تطبيقاتها، من خلال الجمع بين الترحيل المؤتمت للتطبيقات بين المنصات الذي يُتيحه الإصدار الثامن من أدوات ترحيل التطبيقات، وميزة إعادة صياغة الشيفرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من "ريد هات ديفلوبر لايت سبيد". ويساعد هذا النهج المطوّرين على تبنّي تقنيات السحابة الأصلية بسرعة، مع تقليل الجهد اليدوي والتعقيدات التي غالباً ما تصاحب مشاريع تحديث التطبيقات.
التطلعات المستقبلية
يمثّل الإصدار الثامن من مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات، بما يقدمه من قدرات جديدة تُتيح الترحيل المؤتمت للتطبيقات بين المنصات، خطوة مهمة في رسالة "ريد هات" الرامية إلى تسهيل تنفيذ عملية تحديث التطبيقات، كما يمهّد الطريق أمام التكاملات المستقبلية وإطلاق الميزات الجديدة، بما يضمن استمرار قدرة المؤسسات على تكييف تطبيقاتها لتلبية احتياجات الأعمال المتغيرة.
وتُوفّر مجموعة أدوات ترحيل التطبيقات للمطورين وفرق المنصات الأدوات اللازمة لضمان جاهزية التطبيقات للحاويات، وتحليل الشيفرة المصدرية، وتحديث التطبيقات التقليدية وتحويلها لتصبح قائمة على تقنيات السحابة الأصلية بسرعة أكبر. ويمكن لمهندسي البرمجيات أيضاً وضع خطط لمشاريع تحديث التطبيقات وإدارتها، مع تزويد المطورين بالأدوات اللازمة لتنفيذ مسارات ترحيل معتمدة. ويُعزّز هذا الإصدار الجديد قيمة النهج الشامل والمتكامل لتحديث التطبيقات من البداية إلى النهاية.
