أجانب يستكشفون معالم العراق الآثارية بعد عزلة عقود

.

30/3/2022

المصدر-جريدة الزمان





 

وقفت الأمريكية إليانا أوفاييه في يوم ربيعي ، لالتقاط صورة أمام بوابة عشتار في موقع بابل الأثري العريق في وسط العراق، مع 14 سائحا أجنبيا من بين كثيرين بدأوا بالتوافد إلى بلد فتح للتوّ أبوابه أمام العالمقبل عام، باتت تأشيرة الدخول تُمنح عند الوصول الى بغداد للعديد من الجنسيات الأجنبية، بعد عزلة عقود فرضتها الحروب، أنست العالم مواقعه الأثارية الهامة المدرج بعضها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي التي تنافس دولا مثل مصر وسوريا والأردن.  ويأتي بعض السياح بشكل فردي بينهم صانعو محتوى يستكشفون البلاد وينشرون على يوتيوب فيديوهات عن الطعام والسكان والآثار لعشرات الآلاف من متابعيهمفيما يأتي آخرون ضمن مجموعات سياحية مع شركات محلية خاصة تنظم جولات من بغداد إلى البصرة جنوباً ثم الموصل شمالاً.عدا السياحة الدينية التي تعاني من المشاكل نفسها، القطاع جديد نسبياً على البلاد ولا يزال يفتقر للتنظيم والتمويل والبنى التحتية اللازمة واهتمام الحكومة، كما يقول أصحاب شركات خاصة يجهدون بشكل ذاتي لجذب السياح.تروي إليانا المقيمة في كاليفورنيا التي تجول العراق مع شركة بالعطلة لتنظيم جولات سياحية، أنها (تحلم بزيارة العراق منذ أن تلقّت عنه دروساً في تاريخ الفنون قبل 20 عاماً)، مؤكدة (حين علمت أنه بإمكاننا الحصول على تأشيرة الدخول عند الوصول، جئت حالما استطعت ، أنا متحمسة لأرى كل ما يرتبط بمهد الحضارات)، واضافت ان (أول ما لاحظته هو دفء وكرم وطيبة الشعب العراقي، يرحّبون بك بابتسامة وهم مهذبون وفخورون ببلدهم).



حماس وشغف



وبرغم حماسها وشغفها بتاريخ العراق، لاحظت إليانا البالغة 50  عاماً وتعمل بشركة غوغل، (تهالك البنى التحتية). ولا تزال بابل التي تحولت إلى قاعدة عسكرية للتحالف الدولي إبان الغزو الأمريكي، تحمل ندوب الماضي، وكأنها لم تعتد على الزواريبدو الموقع مهجوراًالأعشاب تتصاعد من بعض التفسخات في الأرض والمقاعد المتهالكة المخصصة لجلوس الزوار.في الجهة الأخرى من الموقع، أعمال بناء وصيانة، عمال بخوذ صفراء وسترات فوسفورية، يحضّرون قطعاً حديدية وإسمنتيةالنفايات تتراكم في الأرجاء، الأعشاب البرية والأشواك عرّشت على بعض جدران المدينة الأثريةويتحدث الأمريكي جاستن غونزاليس (35 عامابابتسامة عن تجربته في العراقويقول (على موقع حكومتي يوجد تحذير من الذهاب إلى العراق بسبب خطر الخطف والعنف، لكنني لم أر أيا من ذلك).



وفي تسعينات القرن الماضي في زمن الحصار والعقوبات الدولية، أصبح العراقيون في عزلة تامة عن العالم، ولم تنكسر هذه العزلة بعد العام 2003 عقب الغزو الأمريكي وإسقاط نظام صدام حسين، فقد تلتها سلسلة من الحروب، جعلت صورة العراق في العالم تقتصر على مشاهد الدمارو لا تزال العديد من الحكومات الغربية رسمياً تحذّر رعاياها من السفر إلى العراق، مثل الولايات المتحدة وفرنسا التي يشير موقع وزارة خارجيتها إلى الخطر الإرهابي و الخطفمع ذلك، تسعى بغداد إلى الإقلاع بقطاعها السياحي، برغم تحدي النقص في البنى التحتيةاما اية القادمة مع زوجها احمد ، تقول (لقد قاموا بفتح تأشيرات الدخول عند الوصول ،لكنهم أبقوا كل شيء آخر معقدا)، ولفتت الى انه (نصف رحلة السائح تنقضي في الطريق وعلى نقاط التفتيش،برغم أننا نحمل الموافقات اللازمة، لكن لا فرق التعب نفسه والانتظار نفسهولا توجد جهة نشتكي إليها). في تطور،اصدرت حكومة إقليم كردستان، تعليمات جديدة للسائحين الوافدين إلى الإقليم عبر المنافذ الجوية والبريةوقال بيان تلقته (الزمانامس انه (سيتم الاكتفاء بأبراز بطاقة التلقيح الدولية التي تثبت تلقي الوافد الى العراق و المغادر منه على الاقل جرعة واحدة من لقاح جونسون اند جونسون او جرعتين للانواع الاخرى).