هناك العديد من الأسباب التي تجعل من كولومبيا مقصداً عظيماً لقضاء العطلات، أهمّها "الماسيف الكولومبي"، وهو مرتفع جبلي مرادف لتاريخ، وثقافة، وتقاليد منطقة الأنديز. وعلى الرغم من أنها بلاد تقدّم العديد من الخبرات، فإن الأراضي البرية والنظام الايكولوجي في الماسيف الكولومبي في غابات الأمازون ووادي الأنديز هي أيضاً واحدة من أقل الأماكن استكشافاً في كولومبيا.
ويعدّ "الماسيف" أحد أكثر الخيارات المثالية لاستكشاف تقاليد الأنديز والمناظر الطبيعية الأصلية لكولومبيا، ويمتدّ على مساحة 4.8 مليون هكتار. وتعدّ هذه المنطقة، التي تشكّل مساحتها نحو 4.3% من إجمالي مساحة أراضي كولومبيا في مقاطعات هويلا، وكاوكا، ونارينيو، وبوتومايو، أيضاً موطن البارامو أو الأنظمة البيئية المتنوعة في منطقة التوندرا الألبية، التي يشير إليها العلماء على أنها مراكز تطور مهمة. والأهم من ذلك أن هذه المجموعة من جبال الأنديز في جنوب وسط كولومبيا هي مصدر 72% من مياه الشرب في البلد.
وبما أنها تتيح فرصة كبيرة لفهم وتقدير تقاليد الأنديز، فإن تمضية بضعة أيام وسط المشهد الثقافي المتنوع ل"الماسيف"، ستوفّر تجربة مميّزة. وقد تقود الفردَ إلى جولةٌ على أكبر مقبرة مصممة في العالم لمتنزه سان أغوستين الأثري في هويلا وتماثيل أثرية في المتنزه الأثري الوطني في تييرادينترو، في رحلة عبر الحضارة والثقافة الكولومبية القديمة. كما أن الهياكل والمعالم الأثرية الضخمة في حديقة سان أغوستين الأثرية، التي رشحت مرة واحدة لعجائب كولومبيا السبع، هي أيضا مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة "اليونيسكو".
وعلاوة على ذلك، فإن المنظر المهيب لأعلى شلال في كولومبيا، وهو سالتو ديل مورتينو، في سالتو بوردونيس والمنحوتات الحجرية ما قبل الكولومبية في المنتزه الأثري ألتو دي لوس دولس، يجعل من هويلا مكاناً يجب زيارته في سلسلة جبال "الماسيف" الكولومبي. وتعرف هذه المنطقة التي تردد صدى الماضي الاستعماري أيضاً بما تقدّمه للمسافرين من مأكولات كولومبية شهية. كما تشتهر سلاسل الجبال الغربية والوسطى الواسعة في جبال "الماسيف"، حيث ينبع معظم الأنهار الرئيسية في البلاد، بتنوعها الضخم والنباتات الجفافية التي لا تتطلب الكثير من المياه. وباعتبارها مدرجة ضمن محميات المحيط الحيوي لمنظمة "اليونيسكو"، منذ عام 1998، فإنها تعد مكاناً مثالياً لقضاء الوقت وسط الغابات الخضراء الخلابة والتمتع بالتنزه في مسارات الغابات. بعض الأنهار التي تنبع من هذه المنطقة المرتفعة، والتي تصب في المحيط الأطلسي والهادئ أو روافد نهر الأمازون هي ماجدالينا، كاوكا، باتيا، كاكيتا، وبوتومايو. وعلاوة على ذلك، يقدم هذا المكان أيضاً تجربة متنوعة لاكتشاف أبرز بركانين في المنطقة، وهما سوتارا وبوراسي في حديقة بوراسي الطبيعية الوطنية.
ولا تكتمل الرحلة إلى "الماسيف" بدون استكشاف صحراء تاتاكوا المعروفة أيضا باسم "وادي الحزن"، ثاني أكبر منطقة قاحلة في البلاد، وهي وجهة ساحرة من مدينة فيلافييجا التي أطلق عليها اسم عاصمة علم الأحياء القديمة لكولومبيا. وتمنح ليلة واحدة في صحراء تاتاكوا تجربة رائعة في تأمّل النجوم.
وتعد الحقائق عن هذه المنطقة الجبلية المرتفعة في كولومبيا إحدى أبرز المحطات في جولة جناح كولومبيا في "إكسبو 2020". ومن المتوقع أن تستقطب اهتمام الزوار لمحات عن هذا المعلم الرائع البري والجامح في كولومبيا، الذي يضم أكثر من 21.2% من الطيور، و16% من الثدييات، و6% من البرمائيات، و12.4% من الأنظمة الايكولوجيّة، و15.5% من غابات الأنديز في البلد.
20220322162518.jpg)